مجلة الشرق الأوسط للسياحة العلاجية- بقلم: أ. هبة مومنة
تزايد تداول مصطلح السياحة العلاجية بشكل لافت في السنوات الأخيرة، خاصةً لدى الدول التي تستقطب استثمارات معتبرة في قطاع الصحة والمستشفيات، والمهارات العلمية المرموقة من المختصين في أكثر مجالات الطب صعوبةً وطلبًا.
تعتبر السياحة العلاجية من أهم أنواع السياحة، حيث يسعى العديد من الأشخاص إلى السفر إلى دولٍ أكثر تقدمًا في مجال الطب للحصول على خدمات طبية عالية الجودة وبأسعار مناسبة.
ومن هنا تنطلق أهمية التسويق لهذا العلاج السياحي الذي يعتبر أحد أهم العوامل التي تساهم في جذب السياح إلى الوجهات العلاجية.
يلعب التسويق للعلاج السياحي دورًا مهمًا في تنمية السياحة العلاجية وذلك من خلال تحقيق الأهداف التالية:
تعزيز سمعة المنطقة كوجهة للعلاج من خلال إبراز نقاط قوتها وتميزها عن الوجهات الأخرى، ومدى تطور الخدمات والطواقم الصحية فيها.
رفع مستوى الوعي بالخدمات العلاجية المتاحة في المنطقة/الدولة، حيث يهدف التسويق هذا إلى إطلاع المستهدفين على الخدمات العلاجية المتاحة، بما في ذلك أنواع الخدمات والأسعار، والمرافق المتوفرة، وطريقة التواصل والوصول.
جذب السياح من الأسواق المستهدفة، وذلك من خلال تحديد احتياجاتهم واهتماماتهم وتقديم العروض والبرامج التي تلبي هذه الاحتياجات وتغطي هذه الاهتمامات.
وبالحديث عن التسويق للسياحة العلاجية يجب أن نضع في عين الاعتبار أن هذا النوع من التسويق يعتمد على مجموعة من الأسس التي قد يتشارك في بعضها مع أسس التسويق بشكل عام، أهمها:
تحديد السوق المستهدف وبالتالي دراسة احتياجات واهتمامات السياح المحتملين.
تحديد الجهات والهيئات الأهلية والحكومية الداعمة داخل إطار المنطقة/الدولة، التي يمكن أن تساهم في إثراء السوق بالخدمات العلاجية التي يطلبها المستهدفين، وعقد الاتفاقيات معهم، وخير مثال على ذلك هو ما حدث في مملكة البحرين، حيث عُقِدَت الاجتماعات والمخططات بتنظيم من وزارة السياحة في مملكة البحرين ممثلةً بسعادة السيدة فاطمة بنت جعفر الصيرفي وزيرة السياحة، مع سعادة الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن وزيرة الصحة في مملكة البحرين، وذلك لبحث وتعزيز خطط السياحة العلاجية، وبرنامج الطبيب الزائر، لدعم السياحة العلاجية كأحد ركائز استراتيجية قطاع السياحة لمملكة البحرين 2022-2026
تحديد نقاط القوة والضعف لدى المنافسين ووضع استراتيجيات تسويقية تتميز بها المنطقة/الدولة.
ابتكار الرسالة التسويقية التي تعكس هوية المنطقة كوجهة علاجية، بطريقة سهلة الفهم والوصول للمستهدفين.
اختيار القنوات التسويقية المناسبة التي تصل إلى السوق المستهدف ويكثر استخدامها فيه، ليس فقط لأجل المستهدفين، ولكن أيضًا لأجل اختيار الوسائط المناسبة لكل قناة.
بعد معرفة كل ما سبق، يأتي السؤال هنا ما هي أهم القنوات التي يجب استخدامها عند ممارسة التسويق للسياحة العلاجية؟
لعل أول وأهم القنوات التسويقية في الوقت الحالي هو التسويق الإلكتروني، حيث يمكن استخدامه لإنشاء مواقع إلكترونية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها وحملات إعلانية عبر الإنترنت ومحركات البحث، نصل بها إلى شريحة كبيرة من المستهدفين بأعلى كفاءة وأقل تكلفة.
ولا يخفى على أي منا أهمية استخدام التسويق عبر العلاقات العامة لنشر الأخبار والمقالات حول الخدمات العلاجية المتاحة في المنطقة، مع التركيز على استعراض التجارب الناجحة للمرضى الزائرين، ونشر التقارير عن المراكز العلاجية والخبرات العلمية المتوفرة.
ولا يمكن أن ننسى ضرورة استخدام طرق التسويق المباشر لتوصيل الرسائل التسويقية مباشرة إلى العملاء المحتملين عبر البريد أو الهاتف أو البريد الإلكتروني.
أما طريقة التسويق الأهم على النطاق الأوسع، هي استخدام التسويق عبر الأحداث لتنظيم المعارض والمؤتمرات الطبية للترويج للخدمات العلاجية المتاحة في المنطقة مثل الحدث الأبرز الذي سوف يقام في مدينة دبي مطلع العام المقبل تحت عنوان مؤتمر الشرق الأوسط الدولي للسياحة العلاجية، حيث سيجمع العديد من المتحدثين والعارضين من جميع أنحاء دول الشرق الأوسط والعالم، لفتح الأسواق وتبادل المنفعة فيما يتعلق بالسياحة العلاجية.
وختامًا، تبقى السياحة العلاجية عنصرًا أساسيًا من عناصر الترويج السياحي بشتى أنواعه، ورافدًا مهمًا لتحقيق الأهداف الطموحة ورفعة مكانة الدولة التي استطاعت بفضل الله ثم جهودها التسويقية الصحيحة أن تضع نفسها على خارطة الوجهات التي تُقصد لقوة منظومتها الصحية والسياحية.
هبة مومنة
ماجستير إدارة الصحة والمستشفيات –
كاتبة وصانعة محتوى في التسويق الطبي